مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (١٢)
المفردات :
(يس) نقرأ هكذا : يأس بمد الياء وإدغام السين في الواو التي بعدها ، وقرأ بعضهم ياسين بإظهار النون ساكنة ، وبعضهم أظهر حركة النون بالضم أو بالفتح أو بالكسر ، ولكل وجه تخريج في الحكم الإعرابى (حَقَّ الْقَوْلُ) ثبت فلا يبدل (الْأَذْقانِ) جمع ذقن ، وهي ملتقى الفكين الأسفلين (مُقْمَحُونَ) والمقمح : هو الذي يرفع رأسه ويغض بصره ، وفي القاموس : وأقمح الغل الأسير : ضاق على عنقه وترك رأسه مرفوعا (وَآثارَهُمْ) المراد : ما خلفوه وراءهم من خير أو شر.
ولا بد لذكر هذه الحروف من حكمة ، ولا بد لها من معنى ، وإن خفى علينا وستظل سرّا بين الله وبين رسوله ، فهي أشبه شيء بالشفرة في عصرنا ، والله أعلم بمراده منها ، وقيل : إن هذا اسم من أسماء الله واسم من أسماء النبي ذكر قبل القسم تعظيما له ، وقيل غير ذلك.
المعنى :
أقسم الحق تبارك وتعالى بالقرآن المحكم الآيات الكامل المعجزات بأنك يا محمد لمن المرسلين على صراط مستقيم لا عوج فيه وهو الإسلام ، وهو طريق الأنبياء من قبلك ..
وليس القسم بالقرآن قد ذكر عرضا من غير قصد ، لا. بل الظاهر ـ والله أعلم ـ أنه لفت لأنظارنا إذ هو المعجزة الباقية ، والدليل الأول على أن محمدا صلىاللهعليهوسلم صادق في دعواه ، وأنه رسول من عند مولاه.
هذا القرآن نزل تنزيل العزيز في ملكه الرحيم بخلقه ، وفي هذا إشارة إلى مكانة القرآن وأنه أجل نعمة من نعم الرحمن ، أنزل عليك لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم