كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤) فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥) وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦) وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧) فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (١٤٨)
المفردات :
(أَبَقَ) : هرب بلا إذن ، ومنه : عبد آبق (الْمَشْحُونِ) : المملوء (فَساهَمَ) : قارع أهل السفينة ، من المساهمة وهي الاقتراع (الْمُدْحَضِينَ) : المغلوبين بالقرعة (مُلِيمٌ) في كتب اللغة : ألام الرجل : أتى بما يلام عليه ، أو مليم نفسه (فَنَبَذْناهُ) : ألقيناه (بِالْعَراءِ) : بالساحل (سَقِيمٌ) : عليل (يَقْطِينٍ) اليقطين : شجرة الدباء (حِينٍ) : إلى مدة وأجل معلوم.
لقد ذكر يونس بن متى في القرآن الكريم أربع مرات باسمه ، وذكر بوصفه مرتين : في سورة الأنبياء (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) [الآية ٨٧] وفي سورة القلم (وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ) [الآية ٤٨].
المعنى :
وإن يونس بن متى لمن المرسلين إلى أهل نينوى ، اذكر وقت أن أبق إلى الفلك المشحون بعد أن ذهب مغاضبا قومه لأجل ربه.
وإن ليونس مع قومه قصة تتلخص في أنه أرسل إليهم ، ودعاهم إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام ، ولكنهم لم يستجيبوا لقوله ، ولم يسمعوا لأمره ، فشق عليه ذلك ، وامتلأ قلبه غضبا وغيظا من مواقف قومه ، فرحل عنهم مغاضبا لقومه يائسا من إيمانهم ، وأبق قاصدا الهروب منهم والبعد عنهم فلما وصل إلى شاطئ البحر وجد سفينة مملوءة بالناس فركب معهم ولما جاوز الساحل هاجت الأمواج ، واصطلحت على السفينة