(٥٠) مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (٥١) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (٥٢) هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (٥٣) إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ (٥٤)
المفردات :
(أُولِي الْأَيْدِي) : أصحاب القوة (وَالْأَبْصارِ) : جمع بصر ، أى : بصيرة في الدين (أَخْلَصْناهُمْ) : جعلناهم خالصين (بِخالِصَةٍ) : بخصلة خالصة لا شوب فيها (الْمُصْطَفَيْنَ) : جمع مصطفى ، أى : المختارين (الْأَخْيارِ) : جمع خير (قاصِراتُ الطَّرْفِ) : حابسات نظرهن على الأزواج (أَتْرابٌ) : جمع ترب ، أى : لدات في سن واحدة (نَفادٍ) أى : انقطاع.
المعنى :
واذكر عبادنا إبراهيم الخليل أبا الأنبياء ، وإسحاق ابنه ، ويعقوب بن إسحاق بن إبراهيم اذكرهم وقد وصفوا بالعبودية وأنهم أصحاب القوة في الطاعة ، والبصيرة في الدين فهم من أولى العزم الثابت والنظر الكامل في أمور الدين ، ولا غرابة في ذلك فتلك شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، إنا أخلصناهم بخالصة هي ذكرى الدار الحقيقة دار المثوبة. وهذا تعليل للحكم عليهم بأنهم أولو قوة وبصيرة ؛ إنا جعلناهم خالصين لنا بسبب خصلة خالصة جليلة الشأن لا شوب فيها ، هي تذكرهم دائما الدار الآخرة ، فإن خلوصهم في الطاعة ، وصدقهم في العمل كان بسبب تذكرهم الحياة الباقية فإنها مطمع أنظارهم ، وأمل نفوسهم في جوار الله ـ عزوجل ـ والفوز بلقائه ولا يتسنى ذلك إلا بتذكر الآخرة ، والخوف من الحساب يوم الحساب.
وإنهم عندنا لمن المصطفين المختارين الأخيار.
واذكر إسماعيل ابن إبراهيم وأبا النبي الكريم محمد صلىاللهعليهوسلم واليسع وذا الكفل ، وكل الأنبياء والمرسلين الذين ذكروا هنا أو ذكروا في غير هذا الموضع من الأطهار الأخيار.