وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٧٥)
المفردات :
(الصُّورِ) : هو بوق ينفخ فيه قبل قيام الساعة (فَصَعِقَ) صعق الرجل : إذا غشى عليه من هزة أو صوت شديد ، وصعق : إذا مات ، والمراد المعنى الثاني (أَشْرَقَتِ) : أضاءت (بِنُورِ رَبِّها) أى : تجليه للحكم والعدل بين الناس ، وقيل : هو نور يخلقه الله بلا واسطة أجسام مضيئة (وَوُضِعَ الْكِتابُ) المراد : صحائف الأعمال (سِيقَ) : السّوق يقتضى الحث على المسير بعنف وشدة مع الكفار ، ومع المؤمنين بلين ولطف للإسراع بالإكرام.
(زُمَراً) : جماعة قليلة متفرقة مرتبة (حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ) : وجبت كلمة العذاب ، أى : حكم الله عليهم بالشقاوة (حَافِّينَ) : محدقين ومحيطين حول العرش.
المعنى :
وتلك آية أخرى دالة على كمال قدرته ونفاذ إرادته مظهرها يكون يوم القيامة حيث يكون الأمر يومئذ لله (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ، لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) ونفخ صاحب الصور الموكل به من الملائكة ، نفخ فيه النفخة الأولى فصعق ومات كل من في السموات والأرض إلا من شاء الله عدم موته ساعة النفخة فيموت بعدها (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [سورة القصص آية ٨٨].
ثم ينفخ فيه نفخة أخرى فإذا الخلائق كلها قيام ينظرون الأمر والتوجيه ، أو ينظرون نظر المبهوت إذا فاجأه خطب عظيم ، ولا يمنع هذا قول الله في حقهم : (يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ) (١). (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) (٢) أى : يسرعون المشي ، لأن لهم في ذلك الوقت مواقف متعددة.
__________________
١ ـ سورة المعارج آية ٤٣.
٢ ـ سورة يس آية ٥١.