الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (١٢) هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَنْ يُنِيبُ (١٣) فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (١٤) رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (١٥) يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (١٦) الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٧)
المفردات :
(لَمَقْتُ اللهِ) المقت : أشد أنواع البغض ، والمراد به في جانب الله لازمه وهو تعذيبهم والغضب عليهم (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ) : مرتفع الصفات منزه عن مشابهة المخلوقات (ذُو الْعَرْشِ) : خالقه ومالكه (الرُّوحَ) المراد به : الوحى ، سماه روحا لأنه كالروح في إحيائه الموات من الناس (يَوْمَ التَّلاقِ) : يوم اجتماع الخلائق للحساب (بارِزُونَ) : ظاهرون لا سبيل إلى إخفائهم.
وهذا حال من أحوال الكفرة يوم القيامة ، وهم في جهنم ، بعد ما بين سابقا أنهم أصحاب النار.
المعنى :
إن الذين كفروا بالله ورسوله ينادون من بعيد ، وهم في النار يتلظون سعيرها فقال لهم : لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ، وذلك أنهم حينما يرون ما كانوا يكفرون به حقا لا شك فيه يمقتون أنفسهم أشد المقت لأنهم وقعوا