قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (٢٥)
المفردات :
(يُوزَعُونَ) : يساقون حتى تتكامل عدتهم ثم يدفعون ، أى : يحبس أولهم على آخرهم حتى يجتمعوا ثم يدفعون (وَجُلُودُهُمْ) : وهي المعروفة ، وقيل المراد بها الفروج (تَسْتَتِرُونَ) : تستخفون (أَرْداكُمْ) أى : أهلككم (مَثْوىً) : مأوى (يَسْتَعْتِبُوا) : استعتب وأعتب بمعنى استرضى ، أى : طلب الرضا يقال : استعتبته فأعتبنى ، أى : استرضيته فأرضانى (وأعتبنى فلان ، إذا عاد إلى مسرتي) راجعا عن الإساءة ، والاسم منه العتبى (الْمُعْتَبِينَ) : المقبول عتابه ، وفي قراءة المعتبين ، على معنى إن أقالهم وقبل عتابهم وردهم إلى الدنيا لم يعملوا بطاعته (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ)(وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ) هيأنا لهم شياطين من الإنس والجن (وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) : ثبت.
المعنى :
واذكر لهم يا محمد طرفا من عذاب يوم القيامة بعد تهديدهم بعذاب الدنيا لعلهم يرجعون ، اذكر لهم يوم يحشر أعداء الله من الكفرة إلى النار ومواقف الحساب فهم يساقون إليها كما تساق الأنعام بشدة حتى إذا تكاملوا واجتمع أولهم على آخرهم يدفعون إلى جهنم دفعا ، حتى (١) إذا ما حضروها وسئلوا عما أجرموا فأنكروا شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون.
وقالوا لجلودهم ، وهل هي المعروفة أو هي كناية عن فروجهم؟ بكلّ قيل ، ولكل وجه. قالوا لهم : لم شهدتم علينا؟ قالوا : أنطقنا الله ـ تعالى ـ وأقدرنا على بيان الواقع
__________________
(١) حتى : غاية لقوله يوزعون ، وما في (إذا ما) زائدة لتأكيد ارتباط المجيء بشهادة الأعضاء.