شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٧) ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (٢٨) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (٢٩)
المفردات :
(وَالْغَوْا فِيهِ) : وأتوا باللغو عند قراءته ، والمراد باللغو هنا : ما لا معنى له (أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) المراد : أعمالهم السيئة (الْأَسْفَلِينَ) : الأذلين المهانين.
بعد أن هددهم الله بالعذاب في الدنيا والآخرة ، وتوعدهم بما هو أشد عليهم من وقع السهام بين هنا بعض أعمالهم القبيحة التي تستوجب هذا العذاب وأكثر منه.
المعنى :
وقال الذين كفروا من مشركي مكة لأتباعهم ـ أو قال بعضهم لبعض ـ : لا تسمعوا لهذا القرآن الذي يتلوه محمد ، ولا تنصتوا له أبدا. وقد كان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا قرأ وهو بمكة رفع صوته فكان المشركون يطردون الناس عنه ويقولون : لا تسمعوا لهذا القرآن ، وائتوا عند قراءته باللغو ليشوشوا على قارئه ، وكانوا يأتون عند قراءته بالمكاء والصفير ، وإنشاد الشعر والأراجيز يقولون لبعضهم : افعلوا هذا لعلكم تغلبونه وتميتون ذكره.
فو الله لنذيقن هؤلاء الذين كفروا عذابا شديدا يقض مضاجعهم ، ويفرق جمعهم ويحط من كبريائهم في الدنيا ، وو الله لنجزينهم في الآخرة على سيئات أعمالهم التي هي نفسها أسوأ أفعالهم جزاء وفاقا.