بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (٤٥) مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (٤٦)
المفردات :
(أَعْجَمِيًّا) الأعجمي وصف للكلام الذي لا يفهم ، وللمتكلم الذي لا يفصح سواء كان من العرب أو العجم ، والعجمي : الرجل الذي ليس من العرب (فُصِّلَتْ) : بينت بلغتنا حتى نفهمها (وَقْرٌ) : ثقل في السمع وصمم (مُرِيبٍ) : شديد الريبة (بِظَلَّامٍ) : بذي ظلم.
المعنى :
لقد أنزل ربك القرآن على نبيه بلسان عربي مبين ، فقال المشركون : لو كان القرآن أعجميّا فرد الله عليهم : ولو جعلناه قرآنا أعجميا بلسان غير عربي لما أعجبهم ذلك ، ولقالوا : لو لا فصلت آياته! أى : نتمنى لو كانت آياته قد فصلت وبينت بلغتنا العربية ، فإنا قوم عرب لا نفهم الأعجمية بحال ، أيكون أعجميا والذي أنزل عليه عربي؟
وهكذا موقف المعترض بغير حق ، لو كان الشيء خيرا محضا لقال : هلا كان فيه خير وشر! وقد رد الله عليهم بقوله : قل لهم يا محمد : هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ، ويبشر المؤمنين ، وينذر الكافرين فهو هدى ، وأى هدى! وهو شفاء لما في الصدور وطب للقلوب ، وعلاج لأمراض الفرد والمجتمع ، علاج وصفه الذي خلق المرض وعلم به ، فهل ترى علاجا خيرا منه؟! (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) [سورة الإسراء آية ٨٢].
والذين لا يؤمنون بالله في آذانهم صمم عن سماع القرآن ، ولهذا تواصوا عند سماعه ، والقرآن عليهم عمى فكأن بينهم وبين الداعي حجابا كثيفا ، أولئك المذكورون