المفردات :
(مُبَشِّراتٍ) : تبشر بالخير (أَجْرَمُوا) : فعلوا جرما وارتكبوا إثما (فَتُثِيرُ) : تهيجه وتحركه (فَيَبْسُطُهُ) المراد : تنشره متصلا بعضه ببعض (كِسَفاً) : جمع كسفة وهي القطعة من الشيء (لَمُبْلِسِينَ) يقال : أبلس الرجل فهو مبلس : سكت فلم ينطق وقيل : أيس (مُصْفَرًّا) أى : رأوا الزرع مصفرّا لجفافه (الرِّياحَ) جمع ريح ، قال أبو عمر : كل ما كان بمعنى الرحمة فهو جمع ، وما كان بمعنى العذاب فهو مفرد ، وعليه قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «اللهمّ اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا» (فَتَرَى الْوَدْقَ) الودق : هو المطر.
المعنى :
ومن آياته الكونية التي تنطق بأن صاحبها قادر عالم مريد ، له الأمر كله ، ويحيى ويميت : الرياح التي يرسلها الله تبشر بالخير والبركة ، كالمطر ، وتلقيح الشجر ، وتحريك السفن ، وصلاح الأجواء.
أرسل الرياح لتبشر ، وليذيقكم من رحمته بالمطر وغيره. ولتجرى الفلك على سطح الماء بأمره وإرادته ، فليست كل الرياح تجرى الفلك فقد تكون عكسية في اتجاهها ، ولتبتغوا من فضله بالتجارة وتلقيح النبات ، ودنو ثمره ، ولتشكروا الله على ما أنعم عليكم من نعمة الرياح ، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.
وتالله لقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم ، فجاءوهم بالبينات وحملوا لهم من الكتاب المنزل عليهم الآيات ، وأرشدهم إلى آيات من الكون واضحات ، فآمن بهم من آمن ، وكفر من كفر ، فانتقم ربك من الذين كفروا وارتكبوا جرما وإثما ، وكان ذلك حقا ، وأما من آمن واهتدى ، وصدق بالحسنى فكان على ربك نصر المؤمنين حقا ، فاعتبروا يا أولى الألباب ، واتعظوا بغيركم يا كفار مكة ، قبل أن يأتى يوم لا مرد له ، وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير ، أليس إرسال الرسل بالآيات نعمة من أجل النعم وآية من أقوى الآيات؟ وما ينزل على الرسل كالماء الذي يحيى الأرض بعد موتها؟ أليس هذا كافيا لسوق آية إرسال الرسل وسط آيات المطر؟.