وكون القرآن من عند الله وكون النبي صلىاللهعليهوسلم رسولا أمر ممكن وجائز عقلا ، وليس الشرك ونفى التوحيد أمرا بدهيّا لا يحتاج إلى دليل فإذا أعرضتم عن ذلك كله ، ولم تنظروا في دليل أصلا وقلتم ما قلتم ، ثم تبين أنه الحق ، وأن التوحيد والبعث وصدق الرسول حقائق ، ماذا يكون موقفكم؟! أخبرونى بالله ماذا أنتم فاعلون؟!
أرأيتم أنفسكم ـ إن كان من عند الله ثم كفرتم به ـ من أضل ممن هو في شقاق بعيد؟!
سنريهم آياتنا الكونية التي تظهر في الآفاق ، وصدق آياتنا القرآنية في أقطار السموات والأرض وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق.
وقد صدق العلم الحديث في القرن التاسع عشر والقرن العشرين كثيرا من نظريات القرآن في المطر والسحاب ، والسماء والأرض وفي العلم بما تحمله الأنثى وغير ذلك ، سنرى العالم كله آياتنا الكونية في الآفاق وفي أنفس الناس ، الآيات الدالة على كمال القدرة وتمام الحكمة ودقة العلم حتى يتبين لهم أن الدين الحق جاء على يد خير الخلق صلىاللهعليهوسلم وها هي ذي الأيام والواقع يثبتان ذلك.
أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ، وأنه عالم الغيب والشهادة ، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ، وهو اللطيف الخبير ، ألا إنهم في مرية وشك من لقاء ربهم حيث أنكروا البعث ، ولم يقولوا بوجود إله موصوف بصفات الكمال والجلال ، ألا إنه بكل شيء محيط علما وقدرة وسيجازى الكفار على أعمالهم.
ألست معى في أنه ختام رائع لتلك السورة حيث ألزمهم الحجة ، ورد كيدهم في نحورهم ، وأبان أن الزمن كفيل ببيان صدق الآيات وأنهم على خطأ فيما ذهبوا إليه ، والعاقبة للمتقين.