ختام السورة
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (٥٢) سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣) أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (٥٤)
المفردات :
(شِقاقٍ بَعِيدٍ) : خلاف كبير حتى كأنه في شق وجانب والحق في شق وجانب آخر (الْآفاقِ) : جمع أفق والمراد آفاق أقطار السموات والأرض (مِرْيَةٍ) : شك.
ثبت فيما مضى أن الإنسان لا يقر على حال وهو دائم التغير والانتقال ؛ فالواجب على المشركين ألا يقروا على حال العناد والشرك بل يعيدوا النظر لعلهم يثوبون إلى رشدهم.
المعنى :
قل لهم يا محمد : أخبرونى (١) عن حالكم!! إن كان هذا القرآن من عند الله حقا ثم كفرتم به وأعرضتم عنه إعراضا من غير حجة ولا برهان ، وقلتم حين دعاكم إليه : قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه ، وفي آذاننا وقر ، ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون! ماذا أنتم فاعلون؟!
__________________
(١) استعمال (رأى) في معنى (أخبر) مجاز لأن الرؤية بمعنى الإبصار طريق للعلم بالشيء ، والعلم به طريق إلى الإخبار عنه لهذا استعملت الصيغة التي هي لطالب الرؤية في طلب الإخبار بجامع مطلق الطلب في كل ، ففي العبارة مجازان : استعمال رأى بمعنى أبصر في الإخبار ، واستعمال الهمزة التي هي لطلب الرؤية في طلب الإخبار.