يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٩) وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (١٠) فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٢)
المفردات :
(أُمَّ الْقُرى) المراد بها : مكة كأنها أصل للقرى التي حولها (يَوْمَ الْجَمْعِ) : هو يوم القيامة تجتمع فيه الخلائق (السَّعِيرِ) : جهنم المسعرة (أَمِ اتَّخَذُوا) : أم هنا بمعنى بل ـ التي للانتقال من معنى ـ والهمزة الاستفهامية يراد بها الإنكار (فاطِرُ السَّماواتِ) : خالقها ومبدعها لا على مثال سابق (يَذْرَؤُكُمْ) : يكثركم ، ذرأ الله الخلق : بثهم وكثرهم (أَزْواجاً) : ذكورا وإناثا.
المعنى :
مثل ذلك الإيحاء البليغ البديع أوحينا إليك قرآنا عربيا بلسان قومك ، لا لبس فيه ولا غموض ، ولا التباس عليك وعلى قومك ، أوحيناه إليك لتنذر أم القرى وتخوفهم بعذاب شديد ، وتنذر الناس جميعا بيوم الجمع الذي يجتمع فيه الخلق للحساب أو تجتمع فيه الأعمال وأصحابها ، والأرواح وأشباحها ، هو يوم لا شك فيه أصلا بعد جمعهم للحساب يكون منهم فريق في الجنة ، وفريق في السعير ، وهذا حكم الله وقضاؤه ، فليس في قدرة مخلوق أن يغيره ، ولو كان نبيا مرسلا ، وهذا يؤيد قوله ـ سبحانه وتعالى ـ (اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) فلست عليهم رقيبا ولا