وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِراطِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (٥٣)
المفردات :
(وَحْياً) الوحى : إلقاء شيء في القلوب سواء كان في اليقظة أم في المنام (رُوحاً) : المراد قرآن كالروح.
بدأ الله السورة بالكلام على الوحى وخاصة القرآن ، وكذلك ختمها بالكلام على الوحى العام للأنبياء كلهم وخاصة الوحى الذي نزل على خاتمهم وإمامهم صلىاللهعليهوسلم وإنه لختام رائع.
روى في سبب نزول هذه الآيات : أن اليهود قالوا للنبي صلىاللهعليهوسلم : ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبيا كما كلمه موسى نبينا ونظر إليه ، فإننا لن نؤمن لك حتى تفعل ذلك؟ فقال النبي : «لم ينظر موسى إلى الله» ونزلت هذه الآيات.
المعنى :
الله ـ جل جلاله وتقدست أسماؤه ـ له ذات ليست كالذوات ، وله صفات ليست كالصفات ، وهو يخالف جميع خلقه لأن خالق هذا الكون وما فيه من أعاجيب يستحيل عليه أن يشبه شيئا من خلقه ، فهو الواحد في ذاته وصفاته وأفعاله تلك حقائق آمن بها الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة.
ولهذا ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا بإحدى ثلاث ، إما أن يوحى إليه وحيا بأن ينفث في قلبه ، ويلقى في روعه سواء كان هذا في اليقظة أم في النوم.