مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٦٥) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٦٦)
المفردات :
(يَصِدُّونَ) : صدّ يصدّ بمعنى : يضج ويضحك (جَدَلاً) أى : لأجل الجدل والمراء (خَصِمُونَ) : شديد والخصومة (لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) أى نزوله علامة للساعة. (فَلا تَمْتَرُنَّ بِها) : لا تشكّنّ فيها. (بِالْحِكْمَةِ) أى : أصول الدين عامة. (بَغْتَةً) أى : تبغتهم بغتة وتأتيهم فجأة.
لقد عدد القرآن الكريم في هذه السورة مفترياتهم ورد عليهم ردودا أفحمتهم ، وتتخلص هذه الأباطيل في : (١) أنهم جعلوا لله من عباده جزءا (٢) جعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا (٣) قولهم : لو شاء الرحمن ما عبدنا الأصنام (٤) قولهم : لو لا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم (٥) هذه الآية التي نحن الآن معها تفيد أنه لما ضرب ابن مريم مثلا أخذ القوم يضجون ويصوتون فرحا واستبشارا ، تلك هي المفتريات الخمس التي ذكرت في هذه السورة ودار الكلام فيها حول هذه الموضوعات.
روى أن عبد الله بن الزبعرى قال للنبي صلىاللهعليهوسلم : أنت قلت : إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ، قال النبي : نعم ، قال ابن الزبعرى : أليست اليهود تعبد عزيرا ، والنصارى تعبد عيسى ، وبنو مليح يعبدون الملائكة؟ فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «بل هم يعبدون الشّيطان» ونزل قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) [سورة الأنبياء آية ١٠١] ونزل قوله تعالى : (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ).
المعنى :
ولما ضرب ابن الزبعرى عيسى ابن مريم مثلا ، وحاجك بعبادة النصارى له حيث قال : أليست النصارى تعبد المسيح وأنت يا محمد تقول : إنه كان نبيا وعبدا من عباد