عند المشتهرين به الذي يحرك النفوس ، ويبعثها على الهوى والغزل ، والمجون الذي يحرك الساكن ويبعث الكامن ، فهذا النوع إذا كان في شعر يشبّب فيه بذكر النساء ووصف محاسنهن ، وذكر الخمور والمحرمات لا يختلف في تحريمه .. فأما ما سلم من ذلك فيجوز القليل منه في أوقات الفرح كالعرس والعيد وعند التنشيط على الأعمال الشاقة.
وأما ما ابتدعه الصوفية اليوم من الإدمان على سماع المغانى بالآلات المطربة من الشبابات ـ قصبة الزمر ـ والطار والمعازف والأوتار فحرام).
وليت شعري ماذا كان رأيه لو امتد به الزمن حتى رأى وسمع ما يحدث عندنا في المسارح والملاهي وعلى الشاشة؟! لقد حدثني أستاذ فاضل حضر رواية في انجلترا ثم حضر عرضها في القاهرة فوجد العجب إذ أنها في لندن تعرض باحتشام وبأدب مع إبراز معاني القوة والشجاعة والإقدام وحب الدفاع عن الوطن وخلق المثل العليا في الشعب. أما إذ عرضت عندنا نزع منها ذلك كله ، وظهر فيها معاني الحب العنيف ، والدعوة إلى التحليل مع الخلاعة والفجور والرقص الداعر والدعوة السافرة إلى المجون ، واعتذارهم عن هذا كله : إرضاء رغبات الشعب! يا لله من الشعب المسلم الذي تحلل من دينه واتبع نفسه وهواه.
وبعد فلنرجع إلى الآية التي نحن بصددها.
أولئك الذين يشترون لهو الحديث ، ويستبدلون بدل الخير والهدى الشر والإثم ليضلوا عن سبيل الله ، ويتخذوا آياته هزءا وسخرية ، لهم عذاب غاية في الإهانة.
وإذا تتلى عليه آيات الله تدعو إلى الفضيلة ، وتهدف إلى الخير ، وتعمل على خلق أمة عزيرة كاملة ولى مستكبرا ذاما لها لا يعبأ بها معرضا عنها.
وهو في هذا الوضع حيث لم يعمل بها تشبه حاله حال من لم يسمعها وهو سامع كأن في أذنيه ثقلا ولا وقر فيهما ولا ثقل.
ومن كان هذا وصفه فبشره بعذاب أليم موجع غاية الألم.
أما الذين انتفعوا بالقرآن فهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك لهم جنات النعيم حالة كونهم خالدين فيها ، وعدهم الله هذا وعدا حقا ثابتا ، ومن أوفى بعهده من الله؟! وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء ، الحكيم في صنعه.