لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٧) أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (١٨) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (١٩) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (٢٠)
المفردات :
(وَوَصَّيْنَا) التوصية : الأمر المقترن بالوعظ والإشعار بأن المأمور به محل اعتناء. (كُرْهاً) الكره : المشقة. (فِصالُهُ) : فطامه ، وهو الرضاع المنتهى بالفطام ولذا عبر بالفصال عن الرضاع. (بَلَغَ أَشُدَّهُ) : كمل عقله ورأيه واشتد ساعده. (أَوْزِعْنِي) : رغبني ووفقني إليه حتى أكون راغبا فيه. (أُفٍ) : هو صوت يظهر عند الضجر. (أُخْرَجَ) المراد : أبعث من القبر (خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي) : مضت القرون. (يَسْتَغِيثانِ اللهَ) يطلبان الغوث من الله. (وَيْلَكَ) الويل : دعاء بالثبور والهلاك ، أو هو واد في جهنم. (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) جمع أسطورة ، والمراد أباطيلهم التي سطورها في الكتب. (دَرَجاتٌ) المراد : منازل ، فإن كانت في العلو فهي درجات ، وإن كانت في الانخفاض فهي دركات.
هذه الآيات الكريمة سيقت لبيان جانب من جوانب نعم الله على الإنسان وفضله عليه حيث تعهده في الصغر ، ووضع في قلب والديه ـ وخاصة الأم ـ غريزة حبه والعطف عليه حتى يكتمل ، وبعد بلوغ عقله وكماله كان منه من وفق إلى الخير واهتدى ورد