عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (١٧)
المفردات :
(الْمُخَلَّفُونَ) : هم المتخلفون الذين خلفهم الله عن السير إلى مكة مع النبي صلىاللهعليهوسلم. (الْأَعْرابِ) المشهور : أنهم سكان البوادي من العرب. (ضَرًّا) : هو الضد للنفع من هزيمة أو هزال أو سوء حال. (يَنْقَلِبَ) : يرجع. (بُوراً) أى : هلكى وفاسدين لا تصلحون لخير. (ذَرُونا) : اتركونا نسير معكم. (لا يَفْقَهُونَ) : لا يفهمون ولا يعلمون من أمر دينهم إلا قليلا. (أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) : أصحاب قوة وشدة. (حَرَجٌ) : إثم وذنب. (الْأَعْرَجِ) : من في رجله آفة.
المعنى :
خرج رسول الله عام الحديبية إلى مكة معتمرا لا يريد حربا ولا اعتداء ، واستنفر القبائل العربية الضاربة حول المدينة أن يخرجوا معه إلى مكة ، ليشهد أكبر عدد ممكن على أنه لا يريد حربا ، فإن اعتدت عليه قريش أو منعته ظهر أمرهم للعرب كافة ، وليكون في أكبر عدد ممكن من أنصاره حتى لا تتعرض لهم قريش بسوء.
وكان ممن طلبهم للخروج معه قبائل غفار ، ومزينة ، وجهينة ، وأسلم. وأشجع ، والديل ، فتخلف من هؤلاء أكثرهم حذرا من قريش مع أن النبي أحرم بالعمرة ، وساق الهدى معه ليعلم الناس أنه لا يريد حربا.
ومع هذا تخلفت الأعراب ، وتثاقلوا عنه ، واعتلوا بالشغل ، وقالوا : شغلتنا أموالنا التي جمعناها ، وأهلونا ، وليس لنا من يقوم بها فاستغفر لنا ربك يا محمد وادعه ليقبل العذر ، قالوا هذا بألسنتهم ، والله يعلم أنهم كاذبون ففضحهم ، وأنزل في شأنهم قرآنا