وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)
المفردات :
(تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ) الجهر : ظهور الشيء بإفراط لحاسة السمع أو حاسة البصر. (أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ) حبط عمله : بطل ثوابه لطغيان السيئات عليه. (يَغُضُّونَ) الغض : النقصان من النظر أو الصوت. (امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) أصل الامتحان : إذابة الذهب ليخلص إبريزه من الخبث ، وقد يطلق ويراد منه الاختبار والتجربة ، ويلزم من هذا المعرفة وهي المرادة هنا. (الْحُجُراتِ) : جمع حجرة ، وهي قطعة من الفضاء تحجر أى : يمنع من الدخول فيها بحائط أو نحوه. (وَراءِ الْحُجُراتِ) : خارجها.
كانت الآية السابقة لبيان أدب المسلمين مع الله ورسوله ومكانتهما ، وهذه الآيات لبيان الأدب مع النبي صلىاللهعليهوسلم في حديثه ومعاملته.
المعنى :
يا أيها الذين آمنوا : لا تجعلوا أصواتكم عند الحديث مع الرسول الأكرم فوق صوته ، بل كلموه بصوت منخفض ، بلا جلبة ولا ضوضاء ، وكونوا معه كما يكون الابن مع أبيه ، وإياكم والجهر له في القول إذا كلمتموه وهو صامت ، فلا تظهروا أصواتكم معه كما تجهرون مع بعضكم.
أدبهم الله الأدب العالي في حديث النبي ، ولم يكن النبي جبارا متعاليا ، وإنما كان مثلا أعلى في التواضع والحياء تكلمه الأمة في الطريق فلا يتركها حتى تتركه ، ولكنه كان كثير الشغل ، كثير التفكير ، والتأمل في شأن الأمة الإسلامية ، والعرب قوم جفاة غلاظ لا يعرفون اللين وأدب الخطاب ، فنهاهم الله عن رفع صوتهم على صوت النبي ، وعن الجهر بالقول عند مخاطبته وهو ساكت. مخافة بطلان أعمالهم الصالحة التي