والاحتقار. (قَوْمٌ) : هم الرجال خاصة لأنهم القوامون على النساء. (وَلا تَلْمِزُوا) اللمز : الطعن والضرب باللسان والتنبيه على المعايب. (تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) المراد : لا يدع بعضكم بعضا بلقب قبيح. (الِاسْمُ) أى : الذكر ، مأخوذ من قولهم : طار اسمه في الآفاق ، أى : ذكره وشهرته. (اجْتَنِبُوا) : كونوا على جانب والظن على آخر ، والمراد التباعد. (الظَّنِ) : حد وسط بين العلم والوهم ، وهم اسم لما يحصل في النفس عن أمارة قوية أو ضعيفة. الإثم : الفعل المعوق عن الثواب. (وَلا تَجَسَّسُوا) الجس : جس العرق باليد وتعرف نبضه للحكم عليه ، وهو أخص من الحس ، أى : التحسس فإنه يدرك بإحدى الحواس. (وَلا يَغْتَبْ) الغيبة : ذكرك أخاك بما يكره. (شُعُوباً) الشعب : الجماعة من الناس التي لها وطن خاص وهو أعم من القبيلة.
إنه لترتيب إلهى عال حيث رتب مسألة النزاع والقتال بين الطوائف والأشخاص على أنباء الفاسقين ، ووقيعة الدساسين ، ولذا نبهنا فيما سبق إلى التبين والتثبت في تلقى الأخبار ، وإنه لنسق فريد أن يسوق تلك الإرشادات الإلهية في هذه الآيات التي تتضمن سل السخائم وإماتة الأحقاد حتى تصبح الأمة الإسلامية كالجسد الواحد بعد ذلك.
المعنى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ) نادانا الله بوصف الإيمان لينهانا عن السخرية وغيرها ليشعرنا بأن ما يدعونا إليه من إرشاد هو مقتضى الإيمان الصحيح.
يا أيها المؤمنون لا يسخر رجل أو جماعة من رجل آخر أو جماعة أخرى ، والسخرية بالناس رذيلة تغضب الرحمن ، وترضى الشيطان ، وتثير كوامن الفتن ، وبواعث الشر ، وهي صفة المجردين من الخير المنغمسين في حمأة الرذيلة ، فالسخرية دليل خبث الطوية ، وسوء السريرة ودناءة النفس ؛ ولا يصح أن يسخر نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهن ، فالمستهزأ به غالبا يكون خيرا عند الله وأفضل من المستهزئ.
(وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) وتلك مرتبة ثانية ، وأن المؤمنين كالجسد الواحد كأن من لمز غيره وعابه كأنه لمز نفسه ، ولعل المعنى أنك تلمز نفسك بسبب لمزك لغيرك كما ورد