المفردات :
(خافَ) الخوف : توقع مكروه ، وهو ضد الأمن ، والمراد به هنا : الكف عن المعاصي وتحرى الطاعات. (ذَواتا أَفْنانٍ) أى : صاحبتا أفنان ، جمع فنن ، وهو ما دق ولان من الأغصان. (زَوْجانِ) : صنفان وفرعان. (فُرُشٍ) : جمع فراش وهو معروف. (إِسْتَبْرَقٍ) : ما غلظ من الديباج. (وَجَنَى) الجنى : هو المجنى ، أى : المجتنى من الشجر. (دانٍ) : قريب. (قاصِراتُ الطَّرْفِ) المراد : قصرن أعينهن على أزواجهن. (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) : لم يفض بكارتهن قبل أزواجهن أحد. (الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ) : جواهر كريمة تضرب مثلا في الصفاء والبياض.
وتلك بعض نعم الله التي أنعم بها على عباده المؤمنين في الجنة ذكرت بعد ما بين الله طرفا من عذاب جهنم.
المعنى :
الخوف من الله ، واعتقاد المؤمن أن ربه مهيمن عليه مراقب له ، حافظ لأحواله يدعوه إلى العمل الصالح ، وإلى الإحسان فيه ، ولمن خاف قيام ربه عليه جنتان يتمتع فيهما ، وينتقل بينهما ، فبأى آلاء ربكما تكذبان؟ وهاتان الجنتان ذواتا أفنان ، أى : ذواتا أنواع من الشجر والثمار ، ففيهما ثمر وظلال ، فبأى آلاء ربكما تكذبان؟ فيهما عينان تجريان بالماء الزلال ، روى أن إحداهما تسمى بالتسنيم والأخرى بالسلسبيل فبأى آلاء ربكما تكذبان؟ فيهما من كل فاكهة صنفان صنف معروف مألوف ، وآخر غير معروف ولكنه في منتهى الحلاوة واللذة. فبأى آلاء ربكما تكذبان؟! ولمن خاف مقام ربه جنتان حالة كونهم متكئين على فراش بطانته من ديباج غليظ ، والاتكاء من صفات التنعم الدالة على فراغ البال وهدوء النفس ، وإذا كانت البطانة من ديباج فما بال الظاهر من الفراش؟! على أن جنى الجنتين دان وقريب فهو على طرف الثمار يدركه القائم والنائم والجالس والماشي فليس عاليا كالنخل ، ولا يحوطه شوك كالوردة ، وإنما هو من نوع عال لكنه قريب المنال ، فبأى آلاء ربكما تكذبان؟
في تلك الجنان نساء قاصرات الطرف ، قد قصرن عيونهن على أزواجهن فلا ينظرن