حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧) أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ (٧٠) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (٧٣) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤)
المفردات :
(ما تُمْنُونَ) : ما تصبونه من المنى في الأرحام. (قَدَّرْنا) : قضينا به وأوجبناه عليكم. (تَحْرُثُونَ) الحرث : تهيئة الأرض للزراعة وإلقاء البذور فيها. (تَزْرَعُونَهُ) الزرع : يطلق على نفس الإنبات. (حُطاماً) : هو الهشيم الهالك المتكسر الذي لا ينتفع به. (تَفَكَّهُونَ) أصل التفكه : أكل الفاكهة ثم استعمل مجازا في التلذذ بالحديث ، وتفكه قد يستعمل مرادا به إلقاء الفكاهة عن النفس ، ولا تلقى الفكاهة إلا من الحزن وعلى هذا فيكون تفكه مثل تحرج وتأثم : إذا أزال الحرج والإثم عنه وقد يطلق التفكه ويراد به التعجب لأن عدم التفكه حيث تطلب الفاكهة يدعو إلى العجب ، وفي كتاب الأساس للزمخشري : فظلتم تفكهون : وارد على سبيل التهكم ، أى : تجعلون فاكهتكم وما تتلذون به قولكم : إنا لمغرمون. (الْمُزْنِ) : هو السحاب. (أُجاجاً) : ملحا ولا يمكن شربه. (تُورُونَ) : تخرجونها نارا. (لِلْمُقْوِينَ) أى : المسافرين ، مأخوذ من قولهم : أقوى القوم إذا نزلوا بالقوى أى : الأرض الخالية القفراء البعيدة عن العمران ، وقيل المراد بالمقوين : المقيمين والمسافرين جميعا ، ويقال : الفقر مقو لخلوه من المال ، وللغنى مقو لقوته على ما يريد ، ولا شك أن النار يحتاج إليها الكل.
وتلك حجج وبراهين على إمكان البعث وإثبات أنه في مقدور الله بضرب الأمثلة والنظائر المشاهدة المحسوسة التي لا يمكن إنكارها.