مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ مَتاعُ الْغُرُورِ (٢٠) سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢١))
المفردات :
(لَعِبٌ وَلَهْوٌ) : هما شيء واحد ، وقيل : اللعب : ما رغب في الدنيا ، واللهو : ما شغل عن الآخرة. (وَزِينَةٌ) الزينة : ما يتزين به من اللباس والحلي ونحوها.
(وَتَفاخُرٌ) : التباهي بالأموال والأولاد. (غَيْثٍ) : مطر. (الْكُفَّارَ) أى : الزراع. وسمى الزارع كافرا لأنه يستر البذر في الأرض ؛ وقيل : هم غير المسلمين.
(يَهِيجُ) : يتحرك إلى أقصى ما يتأتى له. (حُطاماً) أى : هشيما متكسرا من اليبس.
المعنى :
الدنيا الغرور هي سبب البعد عن الدين ، الدنيا الفانية هي التي يؤثرها ضعفاء العقول والنفوس على الآخرة الباقية ، وهي سبب الإعراض عن الله ، والبعد عن الخشوع ، وحبها رأس كل خطيئة ، وهي مركب الشيطان ؛ بها يعد الإنسان بالفقر ويأمره بالفحشاء ؛ والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ، فالدنيا هي سبب قسوة القلب ، وتغيير الذمم ، وتحريف أهل الكتاب الكلم من بعد مواضعه ، وهي التي تدعو إلى الشح وعدم البذل ، هذه الدنيا ما هي!! أليس من الخير أن نعرفها على حقيقتها.
اعلموا أيها الناس أن الدنيا عرض زائل ، ومتاع حائل ؛ كل ما فيها لعب يتعب صاحبه ، ولا خير فيه كلعب الصبيان ، وكل ما فيها لهو يشغل الإنسان عما ينفعه