كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١) لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢)
المفردات :
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ) : غلب على عقولهم. (حِزْبُ الشَّيْطانِ) : أتباعه وأنصاره. (يُوادُّونَ) : يصادقون. (أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) العشيرة : هي الأهل والأقارب. (بِرُوحٍ مِنْهُ) : بقوة وطمأنينة من عنده.
المعنى :
انظر يا من يتأتى منه النظر ـ متعجبا ـ إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ، وهم اليهود ، وقد تولاهم المنافقون يسرون إليهم بالمودة ، ويحلفون لهم إنهم لمعكم ، ويعلم الله أن المنافقين لكاذبون ، كيف يتولون قوما غضب الله عليهم؟ حالة كونهم ما هم منكم ، ولا منهم ، أى : هؤلاء الذين تولوا اليهود ليسوا من المؤمنين الخلص ، ولا من الكافرين الخلص بل هم مذبذبون بين ذلك ، لا إلى هؤلاء ، ولا إلى هؤلاء (١).
__________________
(١) في هذا إشارة إلى أن «ما هم منكم ولا منهم» جملة حالية من فاعل (تولوا) ويصح أن تكون استئنافية ، والمعنى واحد ، ويصح أن تكون صفة لقوم ، والمعنى : قوما هم اليهود ليسوا منكم أيها المسلمون ولا من المنافقين ، ومع هذا تولوهم.