جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٧) يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٨) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٩)
المفردات
(لِمَ) أى : لأى شيء؟ (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ) المقت : أشد أنواع البغض من أجل ذنب أو معصية أو دناءة يصنعها الممقوت. (صَفًّا) أى : صافين أنفسهم. (مَرْصُوصٌ) والبناء المرصوص : المتلائم الأجزاء المتضام بنظام وحكمة. (زاغُوا) أى : مالوا عن الحق وانصرفوا عنه. (لِما بَيْنَ يَدَيَ) : لما تقدمني من الكتب كالتوراة والزبور. (أَحْمَدُ) أى : محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولعله خصه بالذكر للإشارة إلى أنه أحمد الناس لربه.
روى عن ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : قال عبد الله بن رواحة : لو علمنا أحب الأعمال إلى الله لعملناه ، فلما نزل الجهاد كرهوه ، وفي رواية أخرى أن هذه الآية نزلت تعيّر المسلمين بترك الوفاء ، وتلومهم على الفرار يوم أحد.
المعنى :
يا أيها الذين آمنوا بالله وبرسوله : لأى شيء تقولون ما لا تفعلونه من الخير والمعروف؟! ومدار التوبيخ والإنكار في الحقيقة عدم فعلهم ، وإنما وجه إلى قولهم أولا للدلالة على أنهم مؤاخذون على شيئين : الوعد ، وترك العمل «آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان».