ذلكم الإيمان والجهاد خير لكم من كل شيء إن كنتم تعلمون أنه خير فهو خير ، إن تؤمنوا وتجاهدوا يغفر لكم ذنوبكم ، ويسترها أو يباعد بينكم وبينها ، ويدخلكم جنات عالية ، تجرى من تحتها الأنهار ، ويدخلكم مساكن طيبة جيدة حسنة لا عيب فيها ، ولا خوف عليكم فيها ولا أنتم تحزنون ، وهي في جنات عدن لا زوال فيها ، ذلك هو الفوز العظيم ، نعم هو الفوز العظيم ، والربح الكثير ، والفضل العميم.
ولكم إلى جانب ما ذكر نعمة أخرى جليلة أنتم تحبونها هي نصر من الله على الأعداء وفتح قريب للأقطار والأمصار ، وانظر ـ وفقك الله ـ إلى عاقبة الإيمان الصحيح والجهاد في سبيل الله.
يا أيها الذين آمنوا ـ والخطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم ولأمته ـ : آمنوا وجاهدوا يكن لكم الثواب الجزيل ، وبشرهم يا محمد بذلك ، فأنت الصادق المصدق.
يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله وأعوانا لرسول الله ، كما كان الحواريون أنصارا لعيسى حين طلب منهم ذلك ، وقال لهم : من أنصارى متوجها إلى الله؟ قال الحواريون نحن أنصار نبي الله.
ولما لحق عيسى بالرفيق الأعلى آمنت طائفة من بنى إسرائيل ، آمنت بالله الواحد الأحد وبعيسى ابن مريم رسوله إليهم ، وكفرت طائفة أخرى حيث ادعت أنه الإله أو ابنه أو هو ثالث ثلاثة ، وغلب أهل الباطل على أهل الحق ، فلما جاء محمد صلىاللهعليهوسلم أيدنا به الذين آمنوا على عدوهم الكافرين ، فأصبحوا ظاهرين عليهم بالحجة والبرهان.