وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (١٢)
المفردات :
(مَثَلاً) المثل : الصفة العجيبة ، والمراد : إيراد حالة غريبة ليعرف بها حالة أخرى مشاكلة لها في الغرابة. (فَلَمْ يُغْنِيا) : لم يدفعا عنهما شيئا من الإغناء. (أَحْصَنَتْ فَرْجَها) : حفظته. (بِكَلِماتِ رَبِّها) : شرائعه. (مِنَ الْقانِتِينَ) : من القوم الطائعين.
قد ضرب الله هذه الأمثال ليعلم الجميع أن القربى إلى الله بالطاعات ، لا بالشفاعات والوسيلة ، وأن المؤمنة الصابرة على الإيذاء ينجيها الله من القوم الظالمين ، وفي هذا تعريض بأمهات المؤمنين وتخويف لهن بأنه لن ينفعهن قربهن من النبي إذا أتين بذنب. وهذا ختام للسورة رائع بذكر ما يدل على مسئولية المرأة.
المعنى :
ضرب الله مثلا للذين كفروا والمغرورين الذين يدعون الشفاعة لهم من النبي : ضرب مثلا امرأة نوح وامرأة لوط ، كانتا متزوجتين رجلين كريمين على الله : الأول نوح الأب الثاني للبشر ، والثاني لوط نبي كريم على الله ، ولكن هاتين المرأتين خانتا زوجيهما. والظاهر ـ والله أعلم ـ أنها خيانة في العقيدة أو في الخلق غير الزنا ؛ فإن الخيانة الزوجية بالزنا خلق ذميم يتبرأ منه الأنبياء وعائلاتهم ، فمن المعقول أن تكون امرأة النبي كافرة لأنها ترى هذا ، وليس من المعقول أن تكون زانية لأن الزنا مرض وراثي ينشأ من البيئة التي يعيش فيها الشخص ؛ ولا يعقل أن يمسك النبي امرأة زانية.
هاتان المرأتان خانت كل منهما زوجها بالكفر أو النميمة أو الاتصال بالأعداء مثلا ، فلم ينفعهما قربهما من الأنبياء ، ولم يدفع نوح ولوط مع كرامتهما عند الله عن زوجتيهما