لا يَعْلَمُونَ (٤٤) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (٤٥) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٦) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤٧)
المفردات :
(تَدْرُسُونَ) درس الكتاب : قرأه بعناية ليفهمه. (أَيْمانٌ) : عهود ومواثيق. (بالِغَةٌ) : مغلظة مؤكدة. (زَعِيمٌ) : كفيل وضامن. (يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) : كناية عن اشتداد الأمر وعظيم الهول يوم القيامة. (تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ) : تلحقهم ذلة واستكانة. (فَذَرْنِي) : اتركني. (الْحَدِيثِ) : القرآن والوحى الذي يبلغه النبي إلى الناس. (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) الاستدراج : أن تنزل بالمرء درجة درجة إلى حيث تريد ، والمراد سنأخذهم على غفلة. (وَأُمْلِي لَهُمْ) : أمهلهم وأؤخرهم. (كَيْدِي مَتِينٌ) : عمل معهم الذي يشبه الكيد القوى. (أَجْراً) : أجره على البلاغ. (مَغْرَمٍ) : غرامة. (مُثْقَلُونَ) : محملون حملا ثقيلا.
لقد كان مشركو مكة يقفون من الدعوة الإسلامية موقف العدو اللدود الذي ينفق كل نفس ونفيس في سبيل إحباطها والقضاء عليها ، والله ـ جل جلاله ـ يعلم ذلك ، فهو تارة يهددهم ، ويكشف حالهم ، ويباعد بين النبي صلىاللهعليهوسلم وبينهم (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ) وتارة يضرب لهم الأمثال بمن سبقهم من المغرورين والمكذبين الذين نالهم من الله ما نالهم كأصحاب الجنة.
ثم بعد ذلك أخذ يناقشهم الحساب وينقض أوهامهم وحججهم.
وقد كانوا يقولون : نحن أحسن حالا من النبي وصحبه ؛ فنحن أكثر مالا وأغنى رجالا ، ولنا قوة ومنعة ، وأصحاب محمد في فقر وضعف وقلة عدد وعدد. فإذا كان يوم القيامة فنحن سنكون مثلهم إن لم نكن أحسن منهم.
في هذا سيقت تلك الآيات الواضحات تفند رأيهم وتهدم زعمهم الباطل.