الأمين (ما وضعت الملائكة السّلاح بعد) وطلب من المسلمين أن يصلوا العصر في بنى قريظة.
تسابق المسلمون حول الراية التي يحملها على قاصدا بنى قريظة حتى إذا اقترب الجيش من منازل اليهود إذ بهم يسبون رسول الله ونساءه سبا قبيحا وقد بلغ ذلك النبي ، فلما دنا النبي من حصونهم قال : يا إخوان القردة هل أخزاكم الله وأنزل بكم نقمته؟! فقالوا : ما كنت جاهلا يا محمد فهل تجهل علينا؟!
ونزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فحاصرهم بضعا وعشرين ليلة وانتهى الأمر بتحكيم سعد بن معاذ سيد الأوس وحليف قريظة في الجاهلية ، فحكم سعد بقتل الرجال وسبى الذراري من النساء والولدان وتقسيم الأموال ، فأورث ربك المسلمين أرض بنى قريظة الخصبة ، وديارهم وحصونهم وأموالهم الثمينة ، وكان الله على كل شيء قديرا ، وأقر النبي هذا القضاء الحازم ، وفي هذا نزل قوله تعالى :
وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (٢٦) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (٢٧)
المفردات :
(صَياصِيهِمْ) : حصونهم (قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) : ألقى في قلوبهم الرعب ، وفي هذا التعبير من البلاغة العربية ما فيه.
أما معنى الآية ـ فيظهر مما قلناه سابقا.