وإذا جاء نصر اللّه وعونه وهو لا بد حاصل ، وجاء الفتح للبلاد المغلقة والقلوب المقفلة إذا جاء هذا وذاك ، ورأيت الناس يدخلون في دين اللّه جماعات كثيرة إذا حصل هذا فالواجب مقابلته بالشكر والثناء على اللّه بما هو أهله ، إذا حصل هذا فسبح ربك وقدسه تقديسا ، ونزهه تنزيها يليق بجنابه ، سبحه حامدا له فعله الجميل ذاكرا له صفاته المناسبة وأسماءه الحسنى ، واستغفر لذنبك واطلب المغفرة مما قد تكون ألممت به وهو لا يليق بك كخاتم الأنبياء والمرسلين ، استغفر اللّه إنه كان توابا كثير القبول لتوبة عباده ، إنه يقبل التوبة ويعفو عن السيئة ، ويعلم ما نفعل ، والخطاب في السورة للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم ولكل من يصلح له الخطاب.
روى أن هذه السورة كانت بمثابة نعى اللّه لنبيه ، فإنه إذا حصل هذا فقد أدى محمد صلّى اللّه عليه وسلّم رسالته كاملة ، وإذا أداها فسيلحق بالرفيق الأعلى ، ولقد فهم هذا المعنى بعض الصحابة وبكى على رسول اللّه.