المفردات :
(يَقْنُتْ) القنوت : الطاعة في سكون والعبادة في خشوع (مَرَضٌ) : تطلع إلى الفسق والفجور (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) يقال : قررت في المكان أقر به : إذا أقمت فيه (وَلا تَبَرَّجْنَ) التبرج : الظهور مع إظهار ما يجب ستره (الرِّجْسَ) : الدنس الحسى (وَالْحِكْمَةِ) هي حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
المعنى :
لما كان أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم في بيت النبوة ، ومصدر العلم والمعرفة ، ومنبع الحكمة وأساس الهداية كان الذنب منهن كبيرا ، والمعصية الصغيرة في قوة الكبيرة ، لذلك ضاعف الله لهن الجزاء ضعفين إذا أتين بفاحشة مبينة ، ومن يقنت منهن لله ورسوله ، وتعمل صالحا في سكون وخشوع وقنوت ، مع إخلاص في النية وصدق في الطوية لقربهن من رسول الله وشرفهن بصحبته ، وتمتعهن بنور الوحى. من يقنت منهن يؤتها الله أجرها مرتين ، ويضاعف لها الثواب ضعفين ، (وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً) نعم وقد أعد الله وهيأ رزقا كريما ـ لم يجر على يد أحد ـ في الجنة ، ولا غرابة فهن في منازل رسول الله في أعلى عليين فوق منازل البشر جميعا تكريما للنبي صلىاللهعليهوسلم.
وهذه آداب إلهية أمر الله ـ تعالى ـ بها نساء النبي صلىاللهعليهوسلم ونساء الأمة تبع لهن في ذلك ، وكلها تهدف إلى بعد المرأة عن منطقة الخطر ، واجتنابها الطرق التي قد تؤدى بها إلى الوقوع في المعصية ، ونساء النبي صلىاللهعليهوسلم أولى الناس بالبعد التام عن هذا كله ، وإنما جاء الخطاب لهن أولا لأنهن في مركز القيادة وفي بيت النبوة وهن أمهات المؤمنين ، وعندهن الكثير من الأخبار ، والناس في أشد الحاجة لمعرفة سيرة الرسول إذ هو القدوة الحسنة للمسلمين ، فنساؤه معرضات للتحدث معهن وسؤالهن عن الوحى والحديث ، فكان النهى أولا ، وليعلم الجميع أن هذا دواء أعطى أولا لأطهر النساء وأعفهن على الله ، وفي قبوله فليتنافس المتنافسون.
يا نساء النبي لستن كأحد من النساء في الفضل والشرف والقرب من الرسول مصدر الخير والنور ، وهذا كقولهم : إن فلانا ليس كآحاد الناس ، على معنى أن فيه مزية وأفضلية ليست في غيره ، ونساء كذلك.