اليهود ، ليشككوا الناس في النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وليلصقوا به السحر ، مع أن اللّه يقول : (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ) (١) (إِنّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (٢).
قل لهم يا محمد : إنى أعوذ برب الكائنات كلها ، التي تنشأ عن فلق الأرض أو السماء ، أعوذ به وأستجير من كل شر وأذى يصيبني في نفسي وأهلى أو دعوتي وصحبي وأعوذ بك من شر الليل إذا غسق. وغشى كل كائن ووقب ، فإن ظلامه ستار لكل معتد أثيم ، وأعوذ بك من النفاثات في العقد التي يعقدونها ، كما ورد ذلك سابقا ، ولكن الأولى أن يكون المعنى : أعوذ بك من شر النمامين المقطعين لروابط المحبة ، وعلى ذلك فالنفاثة تاؤه للمبالغة لا للتأنيث ـ هو الساعى بالنميمة الذي يعمل فكره في إيقاع المكروه بالمحسود ، وهو يعمل جاهدا على ذلك ، ولا سبيل لإرضائه ، فلم يكن إلا أن نتوجه إلى اللّه أن يقينا شره ، ويحفظنا من سوئه ، وهو على كل شيء قدير.
__________________
١ ـ سورة المائدة آية ٦٧.
٢ ـ سورة الحجر آية ٩٥.