ومنها : أن من حق المتقرب إلى ربه اختيار الأحسن ، والأعظم ثمنا ، وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضحى (١) بنجيبة بثلاثمائة دينار.
ومنها : استحباب لباس النعل الصفراء ، وعن علي (٢) عليهالسلام : «من لبس نعلا صفراء قل همه» (٣) لقوله تعالى : (تَسُرُّ النَّاظِرِينَ).
ومنها : استحباب الاستثناء بقول : إن شاء الله. وفي الحديث
__________________
(١) وفي نسخة ب (وروي أن عمر بن الخطاب تصدق بنجيبة).
(٢) هو : أمير المؤمنين ، وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ، أمير المؤمنين ، وختنه ، وأخوه ، وابن عمه ، ومستودع سره ، وأبو سبطيه ، الجامع لما تفرق في الصحابة ، أعلمهم علما ، وأقدمهم إسلاما ، وأشجعهم قلبا ، وأكثرهم بلاء في الجهاد ، القاطف بسيفه رؤوس الأعداء ، الناصح لله وللعباد ، أقرب الناس إليه ، وأحبهم إليه ، وأحظاهم لديه ، كان أول السابقين إلى الإسلام ، وأفضل أهل الشجاعة ، وأجلى أهل الزهد ، وأعلم أهل العلم ، وأحد أهل الكساء ، وزجته الزهراء سيدة النساء ، وليس في أحد من الفضل إلا كان أسبق فيه.
من فيه ما فيكم من كل مكرمة |
|
وليس في كلكم ما فيه من حسن |
شهد المشاهد كلها إلا تبوكا ، فإنه خلفه على المدينة ، وقال له : تخلفني في النساء والصبيان ، فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي) وأمه : فاطمة بنت أسد ، وفضلها شهير ، ولما قتل عثمان كما تقدم بايعه المهاجرون والأنصار ، وتخلف عنه جماعة منهم سعد ، وحسان ، وابن عمر ، قال ابن أبي الحديد : إنما امتنعوا من القتال لا من البيعة ، فهم بايعوا ثم نكث طلحة ، والزبير ، وجرت تلك الحرب يوم الجمل ، ثم ابتلي عليهالسلام بابن آكلة الأكباد ، والتحكيم ، وأهل النهروان ، ولم يزل ناعشا للدين ، حتى ضربه أشقى الآخرين ابن ملجم على رأسه ، ومات صبيحة يوم ضربته يوم الجمعة ، السابع عشر من رمضان سنة ٤٠ ه وقيل : غير ذلك ، وصلى عليه الحسن ، ودفن بالغري ، واختلف في سنه يوم مات ، وأحسن الأقوال ثلاثا وستين كرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. رجال شرح الأزهار.
(٣) قال ابن حجر : موقوف لم أجده ، لكن أخرجه العقيلي ، والطبراني ، والخطيب من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .. الخ.