ثم اختلف بعد ذلك في سبب إضافة اليهود السحر إلى سليمان ، فقيل : ذلك قالوه عداوة وكذبا.
وقيل : قالوه تكذيبا لنبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم لما أخبر بنبوة سليمان عليهالسلام.
واختلف بعد ذلك في لبستهم التي زوروها ، وكذبوها على سليمان عليهالسلام ، فقيل : كانت الشياطين تسترق السمع ، فإذا سمعت كلمة حق كذبت معها مائة كذبة ، لتشتر بها قلوب الناس ، وجاؤا بها إلى الكهنة ، فأطلع الله تعالى سليمان على ذلك ، فجمع كتب السحر ، ودفنها تحت كرسيه ، وروي في خزانته ، ومنع الناس من العمل به (١) ، فلما مات وظهر ذلك قالت الشياطين : بهذا كان يتم ملكه ، وشاع في اليهود وقبلوه لعداوتهم سليمان عليهالسلام.
وقيل : إن الشياطين كتبوا السحر على لسان أصف ، ودفنوه تحت كرسي سليمان ، وكان لا يعلم الغيب ، فلما مات أخرجوه ، وخدعوا الناس ، وقالوا : بهذا كان يتم ملكه.
وقيل : إن سليمان عليهالسلام كان أودع تحت كرسيه شيئا من علومه كيلا يضيع ، فاستخرجوه ، وكتبوا بين أثناء أسطرها بخط يشبه المكتوب فيه أشياء من السحر والكهانة ، ثم عرضوها على الناس ، وأضافوها إلى سليمان.
وقيل : كان سليمان لا يصبح يوما إلا ونبت في محرابه شجرة ،
__________________
ـ عالما بالفقه وأصول الدين ، وله من المؤلفات في الفقه كتاب الايضاح والنوازل وغيرهما ، وله في علم الكلام مؤلفات ، وكان زاهدا ، ورعا ، قام بالإمامة بعد أبيه ، ثم تنحى عنها لأخيه الناصر ، ومدة انتصابه ستة أشهر ، بعد اعتزاله أغلق على نفسه الباب ، واشتغل بالعلم والعبادة ، حتى توفي في شهر المحرم سنة ٣١٠ ه رحمهالله.
(١) في ب (من العمل بها).