فتذكر اسمها ولأي شيئ تصلح ، من ضر أو نفع ، حتى جمع الطب فنبت في آخر الأمر شجرة ، فقال : ما اسمك ، فقالت : أنا الخرنوب ، فقال : الآن أذن الله في خراب هذا المسجد ، وانقطاع هذا الملك.
وروي أنه قال للشجرة : لأي شيء أنت؟ فقالت : لخراب مسجدك ، فقال : بئس الشجرة أنت ، ولم يلبث أن مات ، فقال الناس بعد ذلك : لو كان لنا مثل سليمان ، يريدون في مداواته المرضى ، فكتبت الشياطين السحر ، ودفنوه تحت مصلاه ، ودلوا عليه ، وقالوا : هذا الذي كان سليمان يداوي به المرضى ، فرد الله تعالى عليهم بما أنزل على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال تعالى : (وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ) يعني : بالسحر (وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ).
قيل : أراد الله تعالى كفروا بتعليم السحر ، وقيل : كفروا بغيره ، ومع ذلك (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ).
وقوله تعالى : (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) القراءة الظاهرة بفتح اللام ، واختلف بعد ذلك ، فقيل : إن ما بمعنى الذي ، أي : والذي أنزل على الملكين ، وهما ملكان أنزلهما الله تعالى على صورة بني آدم ، لما كثر السحر ليبينا بطلانه ، وأنه لا حقيقة له.
وقيل : هما جبريل وميكائيل عليهماالسلام ، وأن ذلك في زمن إدريس ، ليكون معجزة له.
وقيل : إن «ما» نافية بمعنى : أنه لم ينزل السحر على الملكين ؛ لأن الذي ينزل على الملائكة يضاف إلى الله تعالى ، والسحر لا يضاف إليه.
وقراءة الحسن الملكين بكسر اللام ، وذلك مروي عن ابن عباس ، والضحاك ، وأنهما رجلان ، وليسا من الملائكة عليهمالسلام ، بل هما علجان أغلفان ، ضالان ، وعلى قولنا : إنهما من الملائكة أخذ عليهما