إن الكفر ملة واحدة ؛ لأنه تعالى سماهم باسم واحد في قوله لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) [الكافرون : ١] فإذا ثبت ذلك ، وأنهم ملل مختلفة فلا مناكحة بينهم ، كما لا يتزوج الكافر بمسلمة ، والخلاف لمن سبق.
ولا موارثة بينهم ، لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لا يتوارث أهل ملتين مختلفتين) وقد روي ذلك عن شريح (١) ، وابن أبي ليلى (٢) ، ويثبت الميراث بينهم على القول الآخر ، وقد روي ذلك عن زيد بن ثابت (٣) ، وابن مسعود ، وابن عباس.
__________________
ـ أصحابه ودفنوه في مجرى ماء ، وفي الثاني صاح صائح جيش بني أمية من يدلهم على القبر؟ فدلهم غلام فأخرجوه وصلبوه أربع سنين ، ظهرت له كرامات عظيمة ، وبعدها أحرقوه بالنار ، قال السيد :
لم يشفهم قتله حتى تعاوره |
|
قتل وصلب مع التحريق بالشرر |
قال الواقدي : سنة ١٢١ ه ، وقال ابن إسحاق : سنة ١٢٠ ه وهو ابن اثنتين وأربعين سنة.
(١) شريح هو : شريح بن الحارث بن قيس الكندي ، القاضي ، من كبار التابعين ، استقضاه عمر على الكوفة ، فأقام قاضيا خمسا وسبعين سنة ، إلا ثلاث سنين في أيام الحجاج ، وكان أعلم الناس بالقضاء ، وقال له أمير المؤمنين علي عليهالسلام : اذهب فإنك من أفضل الناس. توفي شريح رحمهالله سنة ٨٧ ه وهو ابن مائة سنة ، وقيل غير ذلك.
(٢) ابن أبي ليلى : هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، الأنصاري ، الكوفي ، الفقيه ، تفقه على الشعبي ، وأخذ عنه سفيان الثوري ، وكان يقول : فقهاؤنا ابن أبي ليلى ، وابن شبرمة ، وقال عطاء : هو أعلم مني ، وكان حاكما ثلاثا وثلاثين سنة ، وكان أبو حنيفة رحمهالله يخطيه حتى منع أبو حنيفة من الفتوى ، وإذا قال الفقهاء : ابن أبي ليلى ، فهو محمد ، وإذا قال المحدثون : ابن أبي ليلى ، فهو والده عبد الرحمن ، وجده أبو ليلى صحابي جليل ، وكانت ولادته سنة ٧٤ ه وتوفي سنة ١٤٨ ه رحمهالله.
(٣) زيد بن ثابت هو : زيد بن ثابت الضحاك بن لواذن ، الأنصاري ، النجاري ، أبو سعيد ، وأبو خارجة ، صحابي مشهور ، واحد أهل الفرائض ، كان يكتب الوحي ، وتولى جمع القرآن ، قال مسروق : كان من الراسخين في العلم ، مات سنة خمس ، أو ثمان وأربعين ، وقيل : بعد الخمسين.