ولا تقبل شهادة بعضهم على بعض ؛ لقولهم صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لا تقبل شهادة ملة على ملة إلا ملة الإسلام فإنها تجوز على الملل).
وعن زيد بن علي ، وأبي حنيفة : تجوز شهادة الكفار بعضهم على بعض لأنها ملة واحدة ، وعن الناصر ، والصادق (١) ، ومحمد : تقبل شهادة الذمي على الحربي لا العكس ، وقال الشافعي : لا تقبل شهادة الكافر على أحد ؛ لأنه فاسق ، ولأنه شاهد بالزور على الله تعالى.
وقوله تعالى : (وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ) أي : قالوا ذلك مع كونهم تالين للكتاب وفي ذلك زيادة في ذمهم ، فدل على عظم ذنب المرتكب للخطيئة عالما.
قال الحاكم : وهذا سبيل علماء السوء من هذه الأمة ، وفي دعائه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، وقلب لا يخشع ، ونفس لا تشبع (٢) ، ودعاء لا يسمع) وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إن أشد الناس عذابا عالم لم ينتفع بعلمه) شعر : إذا أنت لم ينفعك علمك لم تجد لعلمك مخلوقا من الناس يقبله
__________________
(١) جعفر الصادق ، بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، أبو عبد الله الهاشمي ، الحسيني ، المدني ، أحد الأعلام ، ولد سنة ٨٠ ه حدث عن أبيه الباقر ، وجده من قبل أمه القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وعطاء ، ونافع ، وآخرين ، وعنه مالك ، والسفيانان ، وآخرون ، وثقه الشافعي ، وابن معين ، وعن أبي حنيفة : ما رأيت أفقه منه ، قال أبو حاتم : ثقة لا يسأل عن مثله ، وقال القطان : مجالد أحب إلي منه ، قال الذهبي : هذه من زلقات القطان بل أجمع أهل هذا الشأن أن جعفرا أوثق من مجالد ، وشنع السيد صارم الدين على القطان في ذلك فقال :
رام يحي بن سعيد |
|
لك يا جعفر وهما |
وأتى فيك بوصف |
|
ترك الآذان صما |
الخ ، توفي سنة ١٤٨ ، وكان سنه ٦٨ سنة ، ودفن في البقيع ، في قبة أهل البيت.
(٢) في رواية (ونفس لا تقنع).