وقيل : ما في «سأل» هو الذي في «المؤمنون» فهي ثلاثون (١).
وقيل : ابتلاه بمناسك الحج ، كالإحرام ، والتعريف ، والطواف ، والسعي ، وغير ذلك.
وقيل : ابتلاه بسبعة أشياء بالشمس ، والقمر ، والكواكب ، والختان ، وذبح ابنه ، والنار ، والهجرة.
وقيل : وهي عشر خصال كانت فرضا في شريعته ، خمس في الرأس ، وخمس في الجسد ، فالتي في الرأس : المضمضة والاستنشاق ، وفرق الرأس ، وقص الشارب ، والسواك ، وأما التي في البدن ، فالختان ، وحلق العانة ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، والاستنجاء بالماء ، وروي هذا عن ابن عباس وقتادة ، ونحن نذكر هذه واحدة واحدة.
أما المضمضة والاستنشاق ففي وجوبهما خلاف بين العلماء.
فمذهب الهادي والقاسم ، والسادة وجوبهما في الوضوء ، والغسل ؛ لأن ذلك واجب على إبراهيم عليهالسلام ، وقد قال تعالى في سورة النحل : (أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) [النحل : ١٢٣].
وقال الناصر ، ومالك ، والشافعي : إن ذلك سنة في الغسل والوضوء.
وقال زيد ، وأبو حنيفة : سنة في الوضوء ، فرض في الغسل.
وقال أحمد ، وأبو ثور (٢) : يجب الاستنشاق دون المضمضمة.
__________________
(١) في النيسابوري ، والكشاف ، وعشر في (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) و (سَأَلَ سائِلٌ) ، يعني بالعشر مجموع ما في السورتين غير المكررة. (ح / ص). فثبت أن مجموع ما في السورتين مع إسقاط المكرر ؛ لأن كلا واحد منهما لا يفي بعشر. (ح / ص).
(٢) أبو ثور هو : أبو ثور هو إبراهيم بن خالد ، من فقهاء بغداد ، صاحب الشافعي ، وناقل أقواله ، وخادم مذهبه ، له كتب مصنفة في الأحكام ، جمع بين الحديث والفقه ، وفي التقريب» إبراهيم بن خالد أبي اليمان الكلبي. ـ