وأما فرق الرأس ، فذلك سنة ، وقد ذكر الإمام في الانتصار آدابا تتعلق بشعر الرأس منها : أنه يستحب إكرامه بالدهن والتسريح ، ومنها : أنه يكره ترك الشعر شعثا أغبر ؛ لأنه دأب أهل الجفا.
ومنها : أنه إذا كان إرسال الذوائب ، شعار الفاطميين ، يعرفون به ، فلا يجوز لأحد فعله ، ممن ليس منهم ؛ لأنه تلبيس.
وقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لعن الله من انتسب إلى غير أبيه).
قيل : ولا يجوز عقد الشعر ضفيرة إلى القفا ؛ لأن في ذلك تشبها بالأعاجم.
قيل : (ح) وخضاب الأسود فيه تشبه بالفسقة.
وأما قص الشارب : فقد وردت الأخبار بذلك منها : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عشر من الفطرة» وروي من سنن المرسلين» قص الشارب ، وإعفاء اللحية ، والسواك ، والمضمضة ، والاستنشاق بالماء ، وقص الأظفار ، وغسل البراجم ، ونتف الإبط ، وحلق العانة ، وانتقاص الماء (١) ـ يعني الاستنجاء بالماء ـ».
والبراجم : مفاصل البنان ، والفطرة : السنة ، وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم «احفوا الشارب».
__________________
وأبو ثور الفقيه هو : أبو ثور الفقيه ، صاحب الشافعي ، ثقة ، من الطبقة العاشرة ، سنة أربعين ومأتين ، وقال ابن خلكان : توفي لثلاث بقين من صفر سنة ٢٤٦ ه ودفن بمقبرة باب الكناس ، رحمهالله تعالى.
(١) بالقاف ، والفاء. (الانتقاص : رش الماء من خلل الأصابع على الذكر (قاموس) وقال وكيع : انتقاص الماء يعني الاستنجاء ، وهو بالقاف والصاد ، وقال ابن الأثير : هو انتقاص البول بالماء إذا غسل المذاكير ، وفي الجامع وفي النهاية الانتضاح به ، قال : ويروى بالفاء ، وقيل : هو الصواب من قولهم : فنضح الدم القليل ، نفضه ، وجمعها نفض ، والمراد نضحه على الذكر ، والرواية المشهورة بالقاف.