ويخرج من أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والمشائخ ، والصبيان ؛ لأن من قل ذنبه رجي إجابة دعوته ، وروي في الحديث عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (إذا بلغ الرجل ثمانين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) وروي أن موسى عليهالسلام خرج يستسقي فأوحى الله تعالى إليه : أن قل لبني إسرائيل :
من كان له ذنب فليرجع ، فنادى فيهم موسى بذلك ، فرجع الناس كلهم ، حتى لم يبق إلا رجل أعور ، فقال له موسى عليهالسلام : أما سمعت النداء ، فقال : بلى ، فقال : أما لك ذنب؟ فقال : لا ، نظرت بهذه العين مرة إلى امرأة فقلعتها ، فدعا موسى عليهالسلام ، وأمن الأعور على دعائه فسقوا» روى هذا في الانتصار.
وقيل : (اللَّاعِنُونَ) : هم من يتأتى منه اللعن ، وقيل : هم من آمن بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقيل : الملائكة ، والمؤمنون ، وقيل : كل شيء غير الجن ، والأنس ، عن ابن عباس ، وعن ابن مسعود : «إذا تلاعن المتلاعنان ، وقعت اللعنة على المستحق ، فإن لم يكن مستحق رجعت على اليهود الذين كتموا ما أنزل الله».
وعن ابن عباس : «أن لهم لعنتين ، لعنة الله ، ولعنة الخلائق ، قال : وذلك إذا وضع في قبره فسئل ما دينك؟ ومن ربك؟ فيقول : ما أدري ، فيضرب ضربة فيصيح صيحة يسمعها كل شيئ إلا الثقلين ، ولا يسمع شيئ صوته إلا لعنه ، وتقول له الملائكة : لا دريت (١) ، كذلك كنت في الدنيا».
قال الحاكم : وهكذا ما روي عن مجاهد يحمل على أن ذلك في الآخرة ، فتكمل عقولهم حتى يلعنوهم ، قال القاضي : أو أن الله تعالى يلهمهم اللعنة.
الحكم الثالث : أن التوبة يشترط فيها لصحتها فعل الواجبات في
__________________
(١) في النيسابوري (لا تليت ولا دريت) (ح / ص).