المحصلين (١) ، والإمام المهدي (٢) : إن نجاسته مخففة ، فيعفى عن قدر حبة الذرة ، ويخصص العموم بخشية الوقوع في الحرج.
الحادي عشر
في جنين ما يؤكل لحمه إذا خرج من المذكاة ميتا ، فقال الأكثر من أهل البيت عليهمالسلام ، وأبو حنيفة : إنه نجس
غير مأكول ، لدخوله في عموم الميتة ، وقال أبو يوسف ومحمد ، والشافعي : إنه طاهر مأكول.
__________________
(١) بعض المحصلين هو : الفقيه ح ، والإمام المهدي المراد به الإمام أحمد بن الحسين.
(٢) الإمام المهدي : هو أحمد بن يحي بن المرتضى ، الحسني ، الهدوي الإمام المهدي ، أبو الحسن ، قال السيد الحافظ : هو إمام الزيدية في كل فن ، وقال القاضي : ارتضع ثدي العلم ، وربي في حجر الحلم ، وقدره لا يحتاج إلى وصف واصف ، ومحله يغني عن تعريف عارف ، كما قال بعضهم :
نحن الكرام وأبناء الكرام فإن |
|
تجهل مكارمنا فاسأل أعادينا |
وقال السيد محمد بن إبراهيم عليهالسلام :
غرق الضلال ببحرك الزخار |
|
فافخر على الأقران أي فخار |
الأبيات. قال بعضهم : مهما باشرت علم الفقه وجدت الجم الغفير يغترفون من بحره ، وينتجعون من غيثه ، وزنينه ، فالدفاتر بعده وإن تعددت فشيخها أحمد ، أو عددت العلماء فهو واسطة عقدها المنضد ، أو خضت علم الكلام إلى الغايات وجدت من بعده يتداولون العبارات ، فكلم من غائص في بحره ، قد التقط الدرر الفرائد ، وعاطل نحره قد حلاه بالجواهر واليواقيت والقلائد ، وسيرته مشهورة ، قال الشيخ صالح المقبلي : «الإمام المهدي هو الذي أخرج مذهب الزيدية إلى حيز الوجود».
بويع له عليهالسلام لما مات الإمام صلاح الدين سنة ٧٩٣ ه ، ثم وقع ما هو معروف ، وسجن في قصر صنعاء ، وقيل : في الدار الحمراء ، وفيه ألّف الأزهار ، والغيث ، ومدة حبسه سبع سنين وأشهر ، إلى سنة ٨٠١ ه ثم هيأ الله خروجه ، فخرج إلى الفقيه يوسف إلى ثلا ، ثم ارتحل إلى الهادي علي بن المؤيد ، فاتفقا ، قيل : سلم الخلافة ، وقيل : لا ، وبقيا على التواد العظيم إلى أن توفي الهادي ، وقبض المهدي بيت المال ، وقضى دين الهادي ، وتوفي الإمام المهدي شهيدا بالطاعون الكبير في شهر القعدة ، سنة ٨٤٠ ه بعد وفاة المنصور بالله علي بن صلاح بتسعة أشهر ، وقبره بظفير حجة مشهور.