وقال زيد ، ومالك : إذا أشعر ، وقالوا : إنه مخصوص بتفسير ابن عباس (١) لقوله تعالى في سورة المائدة : (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ) [المائدة : ١] قلنا : لا يصح التعلق بهذا ، إذ يحتمل أنه أراد إذا خرج حيا ، وذكي ، مع أنه قد روي في تفسير الحسن أن المراد الشاء ، والبقر ، والإبل ، قالوا : خصه الخبر ، وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (ذكاة الجنين ذكاة أمه).
قلنا : الرواية الصحيحة (ذكاة أمه) بالنصب ، والمعنى : كذكاة أمه ، فانتصب بنزع الخافض ، كقوله تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ) [الأعراف : ١٥٥].
وعلى رواية الرفع يحتمل أن المراد أنه يجب أن يذكى كما تذكى الأم ، ولو أراد ما ذكرتم لقال : ذكاة الأم ذكاة الجنين ، وهو كقوله تعالى : (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) [آل عمران : ١٣٣] وقول الشاعر :
فعيناك عيناها وجيدك جيدها |
|
سوى أن عظم الساق منك دقيق |
قالوا في الحديث عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (ذكاة الجنين ذكاة أمه) إذا أشعر. قلنا : لعل سائلا سأل عن جنين قد أشعر.
الثاني عشر
أنفحة الميت نجسة لمجاورتها الميتة ، فتدخل في العموم ، وهذا ظاهر مذهب العترة ، وهو قول الشافعي ، وقال أبو حنيفة : إنها تكون طاهرة ، وإنها مخصوصة بما روي أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لما أتي بجبن في غزاة الطائف قال : (أين يصنع هذا) قالوا : بأرض فارس ، قال : (اذكروا الله عليه ثم كلوا) وذبائح فارس ميتة ؛ لأنهم كانوا مجوسا ، والجبن لا ينعقد إلا
__________________
(١) في النيسابوري عن ابن عباس رضي الله عنهما (أن بقرة ذبحت فوجد في بطنها جنين فأخذ ابن عباس بذنبها وقال : هذه بهيمة الأنعام ، وعن ابن عمر أنها أجنة الأنعام ، وذكاته ذكاة أمه. (ح / ص).