وأجابا عن مسألة الهدي ، بأن التمسك يتعلق بالذبح ، وهو فعل واحد لا يتجزأ فلا يوصف بأنه واجب ، وبأنه نفل ، مع أن الاشتراك من المفترض والمتنفل قد جوزه المؤيد بالله.
وقد يحتج لذلك بأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أهدى نيفا وستين من البدن ، ولم يكن عليه إلا بدنة واحدة» وروي عن الحسن : أن المراد عمل برا في جميع الدين.
وقيل : صام مع الفدية عن ابن شهاب ، والمعنى : فالتطوع خير له ، أو فالخير خير له.
وقوله تعالى : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أي : (وَأَنْ تَصُومُوا) أيها المطيقون ، الذين كان يجوز لكم العدول إلى الفدية ـ (خَيْرٌ لَكُمْ) ـ أي : (وَأَنْ تَصُومُوا) أيها المطيقون الذين يمسكم الجهد (خَيْرٌ لَكُمْ).
قال الزمخشري : ويجوز أن ينتظم في الخطاب المريض والمسافر أيضا ، وقد قال الحاكم : الآية تدل على أن الصوم في السفر أفضل.
إن قيل : قد تقدم أن الفطر من المسافر الذي يلحقه الجهد ، ومن المريض الذي يخشى المضرة أفضل من الصوم ، فكيف يكون بناء الآية؟.
قلنا : إن حملنا المرض على ما ينطلق عليه الاسم ، وإن لم يخش مضرة كانت عامة في كل مرض وسفر ، ويدخل فيها ما نسخ من التخيير ،
__________________
ـ شرف العصابة ، وسهم التوفيق والإصابة ، والمحرز من الاجتهاد نصابه ، مولده سنة ٦١٠ ه كان فقيها مجتهدا ، مصنفا ، وأبوه فقيه فقط ، وأشار إليه السيد الهادي في منظومته ، فقال :
وحبر طفال من به شرف الهدى |
|
وراح به مسرود بأكل منهل |
توفي رحمهالله في خامس ذي القعدة سنة ٧١٧ ه وقبره جنب قبر أبيه بالطفة من جهة اليمن بظفار.