موحد مخفوض ، أي : لكل يوم طعام مسكين (١) ، وقوله تعالى : (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ) قراءة حمزة والكسائي (يطوع) بالياء وتشديد الطاء ، وجزم العين ، وقرأه الباقون بالتاء الفوقانية ، وفتح العين والتخفيف على أنه فعل ماض.
والمراد بالتطوع : أن يتطوع بزيادة الإطعام ، عن ابن عباس ، وأبي علي ، وذلك يكون بوجهين :
الأول : أن يطعم مسكينين ، أو أكثر ، وهذا مروي عن عطاء ، وطاووس ، والسدي.
والثاني : أن يزيد للمسكين الواحد على قدر الكفاية ، فيزيده على نصف صاع ، وهذا مروي عن مجاهد ، وقد قال في الكشاف : يزيد على مقدار الفدية ، وفي هذا فائدة : وهو أن اختلاط الفرض بالنفل لا يضر ، فلو أخرج عن مائتي درهم ستة دراهم ونواها عن الزكاة لم يضر ، وهذا فرع يذكر في مذاكرة المتأخرين من فقهائنا ، فقال الأمير المؤيد بن أحمد ، والفقيه محمد بن سليمان : إن اختلاط الفرض بالنفل يبطل الفرض ، وأخذا ذلك من قول الهادي عليهالسلام : لا يشترك المفترض والمتنفل في الهدي.
وقال الفقيهان : محمد بن يحي (٢) ، ويحي بن أحمد : لا يضر ذلك ،
__________________
(١) ومثله في الحاكم ولفظ الحاكم (قرأ ابو جعفر ونافع وابن عامر (فديةُ) بغير تنوين (طعامِ) بالكسر مضاف اليه (مساكين) جمعا ، أضافوا الفدية إلى الطعام ، وإن كان واحدا لاختلاف اللغة ، كقولهم : مسجد الجامع ، وقرأ الباقون (فِدْيَةٌ) منونة (طَعامُ) رفع (مِسْكِينٍ) على الواحد مخفوض ، فمن وحد فمعناه لكل يوم طعام مسكين ، ومن جمع رده إلى الجميع).
(٢) محمد بن يحي بن أحمد حنش الزيدي الزيدي ، الهدوي الفقيه المتكلم ، المحقق ، صاحب التصانيف الفائقة ، منها : ياقوتة الغياصة شرح الخلاصة ، والتمهيد ، والقاطعة في الرد على الباطنية ، وله تعليق على اللمع ، وفي النفحات المسكية له ـ