وقوله : «مطلقا» احتراز عن المعهودين كقوله : ضرب زيد عمرا ؛ لأنه ليس بعام ، وإن دل على مسميات.
وقوله : «ضربة» احترز به عن النكرة ؛ لأنها وإن دلت على مسميات فعلى طريق البدل.
والخاص خلاف هذا : وهو ما دل على مسمى واحد.
والعموم ينقسم إلى عموم في اللفظ والمعنى ، كقوله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) [المائدة ٣٨] فاللفظ عمومه ظاهر على قول المنصور بالله (١) ، وأبي علي (٢) ، والمعنى أنه ورد القطع للزجر.
وعموم في المعنى دون اللفظ ، وهو ما أشعر فيه بالتعليل ، كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الهرة : (إنها ليست بنجس) ونحو قول الراوي : (سها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسجد) فالعلة أفادت العموم.
وعموم في اللفظ دون المعنى : وهو ما خص من العموم ولم يبق
__________________
(١) الإمام عبد الله بن حمزة بن سليمان بن علي بن حمزة بن أبي هاشم الحسني ، القاسمي ، الإمام المنصور بالله أبو محمد ، مولده بعيشان لإحدى عشرة بقيت من ربيع الأولى سنة ٥٦١ ه ونشأنه ما سمع بمثلها ، وله زهد ، وورع عظيم ، أما مصنفاته فلو لم يكن منها إلا الشافي لكفاه مفخرة ، فكيف وهي تنيف على أربعين منها : العقيدة المنصورية ، وشرحها الفقيه حميد بالعمدة مجلدين ، وزبد الأدلة لطيف جدا ، والرسالة الناصحة وشرحها ، والدرة الشفافة ، وغيرهما في الكلام ، والمهذب ، والصادر في الفقه ، والحديقة شرح السيلقية في الحديث ، وصفوة الاختيار في أصول الفقه ، قال عليهالسلام في الشافي : أنا أحفظ خمسين ألف حديث ، بويع له في ربيع الأول سنة ٥٩٤ ه وقيل : غير ذلك ، وتوفي عليهالسلام محصورا بكوكبان سنة ٦١٤ ه ودفن بها ، ثم نقل إلى بكر ، ثم إلى ظفار ، قال الفقيه : ولم تشتهر دعوة إمام قبله ، حتى وصلت الجيل والديلم
(٢) لأنهما يقولان المشتق من العام [عام] كما ذكره في المعيار عن أبي علي.