أصحاب السرية ، وقالوا : «ما نبرح حتى تنزل توبتنا» ورد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم العير والأسارى (١).
وعن ابن عباس لما نزلت أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الغنيمة.
الفصل الثاني
(يَسْئَلُونَكَ) قيل : إنه أراد يسألك الكفار سؤال عنت ، وقيل : يسألك المؤمنون ليعلموا كيف الحكم.
وقوله : (قِتالٍ فِيهِ) قيل : المعنى عن الشهر الحرام ، وعن قتال فيه.
وقيل : إن (قِتالٍ) بدل من (الشَّهْرِ) بدل اشتمال ، مثل : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ) [البروج : ٤ ـ ٥] فالنار بدل من الأخدود.
__________________
(١) هذا معنى ما ذكره في الكشاف من أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم رد العير والأسارى ، والإمام محمد بن المطهر والواحدي يرويان أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقفها حتى نزلت الآية فخمسها وأخذها.
ويحتمل أن معنى رد العير والأسارى أي : ردها على الغانمين ليقسموها فيما بينهم بعد أن كان منعهم من القسمة. أما الإمام محمد بن المطهر فهو : محمد بن المطهر بن يحي بن المرتضى بن المطهر بن القاسم بن المطهر بن محمد بن علي بن الناصر بن الهادي الهاشمي ، الحسني الإمام مجدد المائة السابعة ، كان عليهالسلام من أوعية العلم ، وله مؤلفات عظيمة منها المنهاج الجلي في فقه زيد بن علي ، ونصر مذهبه ، ورجحه على غيره ، وذكر فيه ترجيحاته ، ومنها كتاب العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن ، وهو أجل ما صنف في الفن ، والكواكب الدرية شرح أبيات البدرية ، والمجموعات المهدية كتابان ، وكتاب في الفروع ، ولم يكمل كمله بعض شيعته ، وكتاب في الفرائض ، والسراج الوهاج ، في حصر مسائل المنهاج ، ولد بهجرة الكريش من بلاد الأهنوم ، بويع له بعد موت أبيه سنة ٦٩٩ ه وتمكنت بسطته في اليمن ، واستفتح صنعاء وعدن ، وعاداه أهل الظاهر ، ولم يزل مجاهدا حتى توفاه الله بحصن ذي مرمر ، لثمان بقين من ذي الحجة سنة ٧٢٤ ه فمدة خلافته تسع وعشرون سنة ، ونقل إلى غربي جامع صنعاء ، ودفن فيه ، جنب السيد يحي صاحب الياقوتة.