سبب نزول الآية
أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث مرثد بن أبي مرثد الغنوي إلى مكة ليخرج منها ناسا من المسلمين ، وكان يهوى امرأة في الجاهلية اسمها عناق ، وكانت خليلة له في الجاهلية فأتته ، وقالت : ألا نخلو؟ فقال : ويحك الإسلام حال بيننا ، فقالت : هل لك أن تزوّج بي؟ قال : نعم. ولكن أرجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاستأمره ، [فاستأمره] (١) فنزلت.
وقوله تعالى : (وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ) نزلت في أمة سوداء ، تسمى خنساء ، لحذيفة ، فقال لها حذيفة : يا خنساء ذكرك الله تعالى مع دمامتك ، فأعتقها وتزوج بها.
وقيل : إن عبد الله بن رواحة ، كانت له أمة سوداء فضربها ، ثم فزع ، فسأل عن ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : وما هي؟ فقال : تشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وتصوم شهر رمضان ، وتحسن الوضوء ، وتصلي ، فقال : هذه مؤمنة ، فقال عبد الله : والذي بعثك بالحق لأعتقنها وأتزوجن بها ففعل ، فلاموه ، وعرضوا عليه نكاح حرة مشركة ، فنزلت.
وثمرة هذه الآية أحكام :
الأول : تحريم نكاح المشركة على المؤمن ، لقوله تعالى : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ) ولكن النظر في أمرين : الأول : ما المراد بالنكاح؟ هل أراد به العقد؟ أو الوطء ، أو كلا المعنيين؟.
وجواب ذلك : أنه أراد كلا المعنيين لقرينة سبب النزول ، وإن كانت
__________________
(١) ما بين القوسين تصحيح من الكشاف. وسيأتي في سورة التوبة ذكر هذه القصة ، وأنها سبب نزول قوله تعالى (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً) الآية.