ولا ورعَ كالكفِّ عن محارمِ اللّهِ تعالى (٣٥٤) ، ولا حَسَبَ كحُسنِ الخُلُق (٣٥٥) ،
______________________________________________________
(٣٥٤) فإنّه أحسن الورع .. بل في حديث أبي سارة الغزّال (١) ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : « قال الله عزّوجلّ : ابن آدم اجتنب ما حرّمت عليك تكن من أورع الناس ».
وأفاد في شرحه العلاّمة المجلسي ، وكأنّ الأورع يكون بالنسبة إلى من يجتنب المكروهات ، ويأتي بالسنن ، لكن يجترىء على المحرّمات وترك الطاعات كما هو الشائع بين الناس ..
أو هو تعريض بأرباب البدع الذين يحرّمون ما أحلّ الله على أنفسهم ويسمّونه ورعاً ..
أو هو تنبيه على أنّ الورع إنّما هو بترك المعاصي لا بالمبالغة في الطاعات والإكثار منها (٢).
(٣٥٥) الحَسَب هي الشرافة بالآباء وبما يُعدّ من مفاخرهم .. وشرافة حسن الخُلُق جامعة بين خير الدنيا والآخرة .. إذ أنّها جمعت بين هنائة العيش وسيادة الناس ، وبين رضوان الله والجنّة في الآخرة ، فلا تصل إليها المفاخر الدنيوية والمكارم الآبائية ، ولا يكون حَسَب أشرف من حسن الخُلُق.
وفي حديث جبلّة الإفريقي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أنا زعيم ببيت في رَبض الجنّة ـ الربض ، النواحي ـ وبيت في وسط الجنّة ، وبيت في أعلى الجنّة لمن ترك
__________________
١ ـ اُصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٧٧ ، ح ٧.
٢ ـ مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٦٠.