وأنتَ أوّلُ من يقفُ على الصراطِ معي ، وأنت أوّلُ من يُكسى إذا كُسيت ، ويحيى إذا حييتُ ، وأنت أوّلُ من يسكنُ معي في علّيّين (٣٨١) ، وأنت أوّلُ من يشربُ معي من الرحيقِ (٣٨٢) المختومِ الذي ختامُه مِسك (٣٨٣) (٣٨٤).
______________________________________________________
(٣٨١) وهي المراتب العالية ، والدرجات السامية ، المحفوفة بالجلالة والرفعة في الجنّة.
(٣٨٢) الرحيق هي الخمر الصافية الخالصة من كلّ غشّ (١) ، والمختوم بمعنى ختم أوانيها بالمسك ، وختامه مسك بمعنى أنّ آخر ما يجدون منها هي رائحة المسك.
(٣٨٣) أي إذا شربه الشارب وجد رائحة المسك فيه (٢).
أي انّه له ختامٌ وعاقبة إذا رفع الشارب فاه عن آخر شرابه وجد ريحه كريح المسك .. فهي أفضل خمر خالصة خالية عن الغول والتأثيم .. مع أفضل رائحة عبقة بالمسك .. أوّل من يتهنّأ بها هو نبيّنا أفضل النبيّين وأفضل الخلق بعده أمير المؤمنين.
وهي إشارة إلى قوله عزّ إسمه : ( إنَّ الأبرَارَ لَفِي نَعِيم * عَلَى الأرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَّحِيق مَخْتُوم * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنافِسُونَ ) (٣).
وهذا مسك ختام هذه الوصيّة النبوية لمقام الولاية العليّة التي رواها الشيخ الصدوق قدسسره وغيره.
__________________
١ ـ مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٥٦.
٢ ـ تفسير القمّي ، ج ٢ ، ص ٤١١.
٣ ـ سورة المطفّفين ، الآيات ٢٢ ـ ٢٦.