بأبي أنت واُمّي ألا تذكُر ما كانَ في الوصيّةِ؟ فقال : سننُ اللّهِ وسننُ رسولِه (١٥) ، فقلتُ ، أكان في الوصيّةِ توثّبُهم (١٦) وخلافُهم على أميرِ المؤمنين عليهالسلام؟ فقال : نعم واللّهِ شيئاً شيئاً ، وحرفاً حرفاً (١٧) ، أما سمعتَ قولَ اللّهِ ( عزّوجلّ ) : ( إنَّا نَحْنُ نُحْيي المَوْتَى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْء أَحْصَيْناهُ فِي إمَام مُّبِين ) (١٨) واللّهِ لقد قالَ رسولُ اللّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لأميرِ المؤمنين وفاطمةَ عليهماالسلام ، أليس قد فهمتُما ما تقدّمتُ به إليكما وقبلتُماه؟ فقالا ، بلى وصبرنا على ما ساءَنا وغاظَنا (١٩).
ب ) وأفاد العلاّمة المجلسي بعد نقل هذا الحديث ، أنّه رواه مجملا السيّد علي بن طاووس (٢٠) من كتاب الوصيّة لعيسى بن المستفاد .. ثمّ ذكر قدسسره (٢١) :
أنّه حدّث الإمام الكاظم ، عن أبيه عليهماالسلام أيضاً قال : قال علي بن أبي طالب عليهالسلام ،
______________________________________________________
(١٥) أي الطريقة والنهج الذي سنّه الله ورسوله لأمير المؤمنين عليهالسلام.
(١٦) التوثّب هو الإستيلاء على الشيء ظلماً.
(١٧) أي جميعها مستوعبةً كان مذكوراً في الوصيّة.
(١٨) سورة يس ، الآية ١٢.
(١٩) اُصول الكافي ، ج ١ ، ص ٢٨١ ، كتاب الحجّة ، ح ٤. وجاء في بحار الأنوار ، ج ٢٢ ، ص ٤٧٩ ، ب ١ ، ح ٢٨.
(٢٠) في كتابه الطُرف ، ص ٢٣ ـ ٢٤.
(٢١) ذكر ذلك في البحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٩٥. ثمّ أفاد بعد نقل هذه الوصيّة الشريفة ، أنّها أُخرجت من كتاب الطرف والخصائص ، وأكثرها مروي في الصراط المستقيم للبياضي ، ولي إلى كتاب الوصيّة أسانيد جمّة ، واعتبره الكليني ، وإعتمد عليه السيّدان إبنا طاووس ، وألفاظها ومضامينها شاهدة على صحّتها.