قال عليٌ عليهالسلام ، فواللّهِ لقد حَسِبتُ (٧٦) بضعةٌ منّي قد ذَهَبت لبكائِه حتّى هَمَلت عيناه مثلَ المطر ، حتّى بَلَّتْ دموعُه لحيتَه ومُلاءةً (٧٧) كانت عليه وهو يلتزم فاطمةَ لا يفارقُها ورأسُه على صدري وأنا مُسندُه ، والحسنُ والحسينُ يقبّلان قدميه ويبكيان بأعلا أصواتِهما (٧٨).
ن ) وفي الحديث التاسع عشر من الباب المتقدّم من البحار في وصيّته صلىاللهعليهوآلهوسلم قرب وفاته :
... فدعى أميرَ المؤمنين عليهالسلام فلمّا دَنا منه أومأ إليه ، فأكبَّ عليه فناجاهُ رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم طويلا ... فقالَ له الناس ، ما الّذي أوعَزَ إليكَ يا أبا الحسن؟ فقال : عَلَّمَني ألفَ باب من العِلم ، فَتَحَ لي كلُّ باب ألفَ باب ، وأوصاني بما أنا قائمٌ به ان شاءَ اللّه تعالى.
ثمّ ثَقُلَ وحضَرُه الموتُ ، وأميرُ المؤمنين عليهالسلام حاضرٌ عندَه ، فلمّا قَرُبَ خروجُ نفسِهِ قال له ، ضَعْ يا علي رأسي في حِجْرِك ، فقد جاء أمرُ اللّهِ تعالى ، فاذا فاضَت نَفْسي فتناوَلْها بيدِك ، وامسحْ بها وجَهك ، ثمّ وجِّهني إلى القبلةِ ، وَتَولّ أمري ، وصَلِّ عليَّ أوَّلَ الناس ، ولا تفارقْني حتّى تواريني في رَمْسي ، واستعِنْ باللّهِ تعالى ، فأخَذَ عليٌ عليهالسلام رأسَهُ فَوضَعَه في حِجْرهِ ، فاُغمى عليه ، فأكبَّتْ فاطمةُ عليهاالسلام تنظُرُ في وجِهِه وتندبُهُ وتبكي ...
______________________________________________________
(٧٦) في المصدر ، لقد حسست.
(٧٧) الملاءة هو الثوب اللين الرقيق.
(٧٨) كما في الطرف ، ص ٣٨١ ، وعنه البحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٩١ ، ب ١ ، ح ٣٦.